الدكتور سامر يكتب : السخرية من البيانات والمعلومات !

على عكس ما يشاع عن الأردنيين بالجدية المبالغ فيها، فإنهم الأن يعيشون حالة من الهستيريا الفكاهية لمجريات التعداد السكاني وكواليسه بشكل خرج عن المألوف والمنطقية أحياناً.

بغض النظر عن بعض الأخطاء والتجاوزات، فإن مشروع التعداد السكاني كنز معلوماتي، يجب أن تبقى له مكانته، وأن نتعامل معه بجدية واهتمام قبل التنفيذ واثناءه وبعده، ولم يكن من اللائق أن يتم التعامل معه بهذه السطحية والسخرية من البعض، حتى لو كان لها ما يبررها أحيانا، وقد كتبت بالأمس حول خطأ القائمين على إدارة التعداد السكاني 2015 بالأردن، مثلا في إغفال خيار التعداد الإلكتروني وفرصة توفير الملايين.

بعض هؤلاء الساخرين لا يعرف أحيانا الأبعاد العلمية لما تقوم به إدارات الإحصاء من أنشطة وفعاليات ومن ذلك مثلا، ما يسمى بمرحلة تهيئة المستجيب أو المبحوث للتفاعل والجدية مع الموضوع وإفادة الباحثين للمعلومات بصدق من خلال الإعلانات التي تسبق مرحلة العمل الميداني بمختلف الوسائل والأدوات والمؤتمرات الصحفية والكتابات والمقالات، وحتى من الخطباء والوعاظ، والتي لها فوائد ليس هنا مجال سردها.

لم أمنع نفسي من التردد عدة مرات وتصوير جناح أو أجنحة إحصائيات الحكومة الأمريكية  US Doc.  Census Area    عدة مرات في مكتبة جامعة دلاوير الأمريكية أثناء عملي أستاذا زائراً فيها، حيث كانت هذه الأقسام تعج بالباحثين والأساتذة والطلاب فضلا عن تفريغ الكثير من المعلومات والنتائج الإحصائية في قواعد البيانات الرقمية   On-line Data Base .

والعجب كبير من بعض النخب والأكاديميين الذين يستهزؤون من التعداد بدلاً من انتظار نتائجه بفارغ الصبر، ويكونوا قدوة للآخرين في التعاون والاستجابة والتشجيع!

وأما حالة السخرية ألا شعورية الممتدة بالتعداد السكاني وكل المنتجات الإحصائية، فهي – من وجهة  نظري- إهمال النتائج بمختلف موضوعاتها وعدم استخدامها، وقد وقفت على نتائج التعداد السكاني في دولة الكويت بعد أن قامت مجموعتنا بتنفيذه لصالح الإدارة المركزية للإحصاء قبل سنوات،  وكلما تتاح الفرصة أو الحاجة للنظر في بعض النتائج أشعر بالغصة لعدم استخدامها وتوظيفها بما يليق بها والزمن يأكلها ويأكلنا !