مقالة بعنوان: هل سيذهبون إلى صناديق الاقتراع؟

18/9/2016نشر في جريدة السبيل مقالة لرئيس المركز الدكتور سامر أبورمان – بعنوان هل سيذهبون إلى صناديق الاقتراع؟ بتاريخ

نص المقال:

ربما يكون السؤال عن المشاركة في الانتخابات من أكثر الأسئلة التي تطرح في أسئلة استطلاعات الرأي لقياس التوجهات الانتخابية، وتتنوع صيغ طرح الأسئلة من جهة استطلاعية لأخرى ما بين السؤال المباشر وغير المباشر بالإضافة لخيارات الإجابة، فمثلاً في استمارة مسح القيم العالمي WVS، يرد السؤال «عندما تحدث الانتخابات هل تصوت؟»، ويقدم للمستجيب خيارات الإجابة (دائماً – أحياناً – لا أصوت- لا إجابة)

في استطلاع الرأي الذي نشره مركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي أول أمس حول مشاركة الشباب الأردني في الانتخابات، اخترنا السؤال «إلى أي درجة تتوقع أنك ستشارك في الانتخابات النيابية المقبلة التي ستعقد في شهر أيلول 2016؟» ووضعنا أمام المستجيبين خمسة خيارات تراوحت ما بين الجزم بالمشاركة والجزم بعدم المشاركة وهي «سأشارك بالتأكيد»، غالبا سأشارك، ربما أشارك، «غالبا لن أشارك»، «حتما لن أشارك».

وعادة ما يتم جمع الخيارات الموجبة مقابل الخيارات السالبة، ولذا جاءت النتيجة في استطلاع رأي الشباب الأردني بأن (47%) منهم سيشاركون مقابل (36%) أجابوا بأنهم لن يشاركوا في الانتخابات. وقد شكلت نسبة الذين جزموا أنهم بكل تأكيد سيشاركون في الانتخابات (33%)، في المقابل كان نسبة الذين أشاروا إلى أنهم حتما لن يشاركوا في العملية الانتخابية المقبلة (21%)، بينما تردد ما نسبته (17%) منهم بين المشاركة وعدمها وهم الذين اختاروا خيار «ربما أشارك».

وهكذا تخرج نتائج الاستطلاعات بنسبة المشاركين والمقاطعين، ولكن هل هذه النسبة حقيقة؟ الذي لا يعرفه البعض ونضطر أن نضعه أحياناً في تقاريرنا ولا سيما حينما تكون نسبة من قالوا بالمشاركة عالية كما حدث معنا سابقاً في استطلاع رأي الكويتيين بانتخابات مجلس الأمة الكويتي حين وصلت للنسبة للثلثين، أن نسبة من يقولون بالمشاركة في الاستطلاع أقل ممن يذهبون الى صندوق الاقتراع فعلياً، فليس كل من قال إنه سيشارك فعلا سيشارك، فالمستجيب قد يغير رأيه ولا سيما عند حدوث تغيرات وتقلبات مرتبطة بالانتخابات أو الشأن العام كما حدث في بعض الدول، وكما أن المستجيب نفسه قد يكسل يوم الانتخاب ويفضل الجلوس في البيت أو المضي في لقاء اجتماعي وحتى رحلة عائلية. فهؤلاء المستجيبون المترددون وغير المقررين بالمشاركة في الانتخابات هم من يشكلون الفرق بين نتائج استطلاع الرأي بمن سيشارك ونسبة المشاركة الفعلية يوم الانتخاب.