بالإشارة لمؤشر رأي الحجاج الصادر عن مركز عالم الآراء، مقال “حجاج الأردن…ما يرضيهم وما يزعجهم”

د. سامر أبو رمان

في رحلة طويلة يعبر الحجاج فيها الحدود، ويمرون بمحطات عديدة، من إجراءات سفر وتعامل مع مختلف الجهات مروراً ومبيتاً في المواقع المقدسة، بما يستحق أن تتعرف الجهات المعنية على آراء الحجاج وتجربتهم في أعظم رحلة عمر روحانية.

تقوم جهات عديدة، سواء في المملكة العربية السعودية أو في دولة الحجاج أنفسهم، بإجراء استطلاعات لآراء الحجاج،

حول موسم الحج عامة، أو بعض ما يتضمنه من خدمات، وهي تستحق الثناء؛ لتطوير رحلة هذا الركن العظيم، بغض النظر عن بعض ما قد ينقص هذه الممارسات من مهنية واحترافية في مجال قياس الرأي، والتي من أبرزها أن تكون الجهة المنفذة من غير الجهات المنخرطة في تنظيم أو إدارة موسم الحج، أو تقديم الخدمات فيه، ل

ضمان أكبر قدر من الحيادية، والمراعاة لحساسية بعض القضايا والتفاصيل، وضمان الحفاظ على سرية المستجيب، بما يحقق اعلى قدر ممكن من الاستجابة، والحصول على إجابا

ت دقيقة عن الأسئلة التي يطرحها الاستطلاع دون خوف أو مجاملة!

في الأردن، أطلق ونشر مركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي «مؤشر رأي الحجاج» بعد انتهاء موسم الحج لعام 2018مـ-1439هـ، مستطلعاً رأي عينة من الحجاج الأردنيين، من كلا الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية.

أظهرت نتائج الاستطلاع مستوى عالياً من رضا الحجاج في جوانب، مقابل مستوى متدنٍ في جوانب، فحازت الجهات الخيرية السعودية أعلى نسب الرضا من الحجاج الأردنيين وبنسبة 94.3% لتكون الأعلى من بين 36 بنداً شملها المؤشر، وثم جاءت إجراءات مغادرة المطار في الأردن وبنسبة 93.4%، إجراءات العبور والتفتيش 93.3%، مقر الإقامة في مكة 90.9%، والإجراءات الأمنية المتبعة من الجهات الأمنية السعودية 90.1%.

أما أدنى نسب الرضا فكانت للمبلغ الذي دفعه الحاج مقارنة بالخدمات التي تلقاها 55.2%، الخيام في منى 44.7%، دورات المياه في المشاعر المقدسة 44.2%، المواصلات من مقر الإقامة إلى الحرم المكي 42%، و38.6% للمطوف السعودي!

أما عن إجراءات وخدمات الجهات الأردنية، فقد عبر 82.4% عن رضاهم عن الحافلة التي أقلتهم، 87.5% راضون عن سائق الحافلة، 80.2% الخدمات الطبية الأردنية، 75.1% خدمات الجمارك الأردنية، و71.1% للإرشاد الديني الأردني.

أما على الجانب السعودي فقد نالت إجراءات الجهات الحكومية السعودية رضا 87.4%، الخدمات الطبية السعودية 74%، الإرشاد الديني السعودي 70.2%، خدمة الهدي 88.3%، و62.2% لخدمات شركات الاتصالات السعودية!

ومن خلال نظرة عامة على نتائج المؤشر، يتضح غياب الفروقات الجوهرية بين الرضا عن الجهات السعودية أو الأردنية، فمنها المرتفع ومنها المتدني، كما يبدو أن الخدمات التي ارتبطت بجهات خيرية ورسمية وحكومية سعودية حازت نسبة رضا مرتفعة مقارنة بالجهات الربحية الخاصة، مثلما بينت نتائج الاتصالات والمطوف السعودي والمواصلات من والى الحرم، وتتشابه هذه الخلاصة مع الجهات الأردنية، إضافة إلى ذلك كانت الخدمات المرتبطة بالإرشاد الديني سواء من الطرف السعودي أو الأردني متقاربة بنسبة رضا 7 من 10، كما اتضح أن نسبة الرضا عن الإقامة في مواقع المشاعر لم تحز نسبة مرضية لدى حجاج الأردن مقارنة بالإقامة في مكة والمدينة والتي أعجبت 9 من كل عشرة حجاج. وأخيراً، لم تكن الجوانب المرتبطة بالأمور المالية مرضية للحجاج الذين يرون أنها دفعوا أكثر من الخدمات التي قدمت لهم.

تمثل هذه النتائج مادة مفيدة لكل الجهات المعنية بموسم الحج، حتى وإن أغضبت بعضها، فهي فرصة من أجل استنطاق الأرقام من أجل الارتقاء بإدارة وخدمة موسم الحج، والذي شهد الكثير من التطورات والتحسينات خلال السنوات الماضية، وبما يحقق لحجاج بيت الله الحرام أفضل الظروف الممكنة لأداء الفريضة على خير وجه!