كيفية تفاعل الأردنيون مع التعديل الوزاري الجديد؟

 قياس الآراء في وسائل التواصل الاجتماعي حول التعديل الوزاري الرابع لحكومة عمر الرزاز

 

ضمن برنامج تحليل الرأي العام من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، أصدر مركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي تقريره حول تفاعل الأردنيين للتعديل الوزاري لحكومة د. عمر الرزاز من خلال التحليل الآلي للآراء المضمنة في التعليقات والتغريدات المنشورة على وسائط التواصل الاجتماعي (تويتر/ فيسبوك)، والتي نفذها المركز خلال الفترة  ما بين 3-10 تشرين الثاني/نوفمبر.

شملت العينة المدروسة 1,150 تعليقاً و 1,500 تغريدة مستخلصة من تويتر وفيسبوك خلال الفترة الزمنية الواقعة بين 3-10 تشرين الثاني/نوفمبر؛ والتي جاءت كرد فعل تجاه التعديل الوزاري الجديد. وقد أخذ بعين الاعتبار واقع أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل منبراً لبعض النخب السياسية الأردنية التي تشملها الدراسة؛ وبناء على ذلك فقد تم استثناء الحسابات الرسمية الممثلة لتلك الجهات، لضمان حيادية العينة المدروسة وتفادي تضليل الرأي العام.

تم تنفيذ تحليل الآراء باستخدام برمجية مطورة خصيصاً لصالح مركز عالم الآراء وتمثل نموذج مبني على تعلم الآلة Machine Learning  وتقنيات معالجة اللغات الطبيعية واللهجات العربية ومن ضمنها اللهجة الأردنية. اعتمدت منهجية الدراسة على جمع المعلومات النصية (تغريدات/تعليقات) المنشورة من قبل المستخدمين على وسائط التواصل الاجتماعي، وترتيبها وتنظيمها ومن ثم تحليلها؛ لاستخلاص الآراء وتصنيفها بما يعكس توجهات المجتمع تجاه التعديل الوزاري الجديد.

وفيما يلي نورد أبرز نتائج الدراسة التحليلية تبعاً لمنصة التواصل الاجتماعي المدروسة:

1-    التفاعل عبر فيسبوك:

كحصيلة أولية، تم جمع حوالي 1,150 تعليقاً كتبت تعقيباً على المنشورات والتصريحات التي أدلي بها للإعلام من قبل رئيس الحكومة وبعض النخب السياسية والمجتمعية، فيما يخص التعديل الوزاري، خلال الفترة من 3 وحتى 10 نوفمبر الجاري.

وقد لوحظ التفاوت في نسبة النشر، حيال الموضوع المدروس، على فيسبوك مقارنة بتويتر؛ حيث بلغ عدد التعليقات الناتجة بعد الفلترة 588 تعليقاً، وهو ما يعادل تقريباً أربعة أضعاف حجم العينة المدروسة من تويتر.

وقد لوحظ أن النسبة الأعلى للتفاعل كانت في تاريخ 8 نوفمبر؛ عقب التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة لتلفزيون المملكة بمناسبة أداء الوزراء الجدد اليمين الدستورية، حيث وصلت نسبة التعليقات إلى 59%، فيما تراجعت تدريجياً مع نهاية الاسبوع لتبلغ 1% من مجموع التعليقات.

ومن المثير للاهتمام أن توزع الآراء، المستنبطة من عينة فيسبوك، بين راضٍ أو مستاء من التعديل كان موافقة نسبياً لتوجه الرأي العام على تويتر؛ حيث وجد بأن غالبية التعليقات المكتوبة تناهض التعديل، إذ بلغت نسبة الآراء السلبية تجاه التشكيلة الوزارية الجديدة 69% مع ارتفاع متواضع لنسبة الآراء الإيجابية مقارنة بتلك المستنتجة في تويتر ليبلغ 31%.

وتجدر الإشارة إلى هيمنة عدد التعليقات السلبية على الإيجابية خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 10 نوفمبر، مع ارتفاع طفيف لعدد الآراء الايجابية في يوم 8 نوفمبر ليحقق نسبة % 59.3 من مجموع الآراء الإيجابية في العينة المدروسة و 31% من مجمل التعليقات.

كما أمكن ملاحظة تفاوت توزع النسب المئوية للانطباعات المؤيدة والمستاءة من التعديل الوزراي خلال الفترة الزمنية المدروسة، حيث بلغت أعلى نسبة للآراء المعارضة 90% في يوم 5 نوفمبر حيث شهدت تلك الفترة إرهاصات تشكيل الحكومة وتزامنت مع مجموعة من التسريبات والنقاشات حول الشخصيات المرشحة للحكومة المرتقبة، فيما بدأت نسبة الآراء المناصرة للتعديل الوزراي بالارتفاع بُعَيْدَ الإعلان الرسمي عن التشكيلة الوزارية الجديدة لتبلغ أعلى قيمة لها 44% في 9 نوفمبر حيث تضمنت بعض التعليقات مدحاً لبعض الوزراء الجدد وتفاؤلاً بالوعود والإنجازات القادمة.

2-    التفاعل عبر تويتر:

وقد احتوت الحصيلة الأولية من التغريدات المجمّعة على حوالي 1,500 تغريدة، بعد تطبيق الفلترة الآلية للتغريدات غير ذات الصلة (الإعلانات)، واستبعاد التغريدات الإخبارية التي لا تتضمن محتوى رأي، أو تلك الحاوية على الوسم فقط، أو معادة التغريد عبر حسابات آلية (بوتاتBots )،  أو تلك التي تتضمن تهاني وتبريكات للوزارء الجدد، تم اعتماد 165 تغريدة تتضمن حصراً الآراء المتعلقة بالتعديل الوزاري الجديد.

وفقاً للعينة المدروسة، كانت ذروة التغريد في تاريخ 7 نوفمبر؛ اليوم الذي تم فيه الإعلان الرسمي عن التشكيلة الوزراية الجديدة حيث تم التعبير عن الرأي في التعديل الوزاري عبر حوالي 62% من مجموع التغريدات. ويعدّ هذا منطقياً إذ بعد التصريح عن هوية الوزراء الجدد، حفلت منصة تويتر بالنقاشات وكان التفاعل على أشده حيال الوجوه الجديدة المحتملة في الحكومة المرتقبة.

من جهة أخرى، انخفض معدل التغريد في الايام اللاحقة ليبلغ أدنى مستوى في تاريخ 9 و10 نوفمبر بمعدل 4%. ويعلل ذلك بتراجع الاهتمام بالقضية لاسيما بعدما تبين للأردنيين تبادل بعض الحقائب الوزارية فيما بين وزراء من التشكيلة الوزارية السابقة، إضافة إلى انصراف الرأي العام إلى تتبع حدث تسلم المملكة الأردنية لأراضي الباقورة والغمر.

وعلى صعيد ردود الأفعال تجاه التعديل الوزراي الجديد تباينت الآراء بين راض ٍ ومستاء، حيث أنه بتطبيق نموذج تعلم الآلة، المدرَّب على فهم اللهجة الأردنية، أشارت نتائج تحليل الرأي، للعينة المدروسة، أن معظم التغريدات عبَّرت عن خيبة أمل الأردنيين في التشكيلة الوزارية الجديدة، حيث بلغت النسبة الإجمالية للآراء المستاءة من التعديل الوزراي 82%، فيما كانت نسبة الرضى عن الحكومة الجديدة 18% .

وبدراسة توزع التغريدات المؤيدة والمعارضة على مدار الأسبوع الماضي ، يمكن ملاحظة تفاوت عدد التغريدات المناهضة للتعديل الوزراي إذ بلغت ذروتها في 7 نوفمبر، يوم جلسة تأدية اليمين للوزراء الجدد، بمعدل 51% من مجموع التغريدات المدروسة.

من جهة أخرى، تفاوتت نسبة الاستياء من التعديل الوزراي خلال الفترة من 3 حتى 8 نوفمبر فقد كانت أعلى نسبة لها 86.7% في 4 نوفمبر وهو اليوم الذي شهد استقالات وزراء الحكومة السابقة عقب صدور المواففة الملكية على التعديل. في حين أن أعلى نسبة للتغريدات الايجابية حيال التعديل الوزراي لم تتجاوز 26.7% ونشرت في 8 نوفمبر عقب الإعلان الرسمي عن التشكيلة الوزراية الجديدة. وعلى الرغم من هيمنة الأراء السلبية في يومي 9 و10 نوفمبر إلا أن هذه النسبة لا تعبر بشكل حقيقي عن الرأي العام خاصة مع انصراف الأضواء عن القضية والذي انعكس بدوره على عدد التغريدات الذي لم يتجاوز 12 تغريدة في هذين اليومين.

 

 لتحميل التقرير PDF أنقر الرابط أدناه:

https://drive.google.com/file/d/18HKyhsohf3JHP7-3oMBTWegA961Ez9BV/view?usp=sharing