صدور كتاب داعش (تنظيم الدولة) في عيون الشعوب للدكتور سامر أبو رمان

ضمن مشروع بحثي يتناول الإسلام في استطلاعات الرأي العالمية، صدر حديثاً عن مركز “البيان للبحوث والدراسات كتاب” داعش (تنظيم الدولة) في عيون الشعوب” للدكتور سامر رضوان أبو رمان، مدير مركز عالم الآراء، الأستاذ الزائر حالياً في جامعة دالاوير الأمريكية.

تضمن الكتاب تحليل ودراسة عشرات استطلاعات الرأي المتعلقة بــ (داعش) أو تنظيم (الدولة الإسلامية) Islamic State حسب المسمى الوارد في أسئلة استطلاعات الرأي الغربية، والتي عادة ما تستخدم الاختصار الإنجليزي ISIL أو ISIS وهي نفسها الحروف الأولى من الاسم القديم «الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو سورية» وثم بعدها أصبحت تختصر بــ IS وهي اختصاراً لــ Islamic State.

قسم الكتاب العديد من الأجزاء منها مدى معرفة ومتابعة داعش أو «الدولة الإسلامية» والاهتمام بها والتعاطف معها، وثم مدى تهديدها وخطورتها، وكيفية تعامل الرؤساء والحكومات مع تهديدها، و الضربات الجوية ضدها، ورؤية وتقييم العمليات العسكرية التي تنفذ في محاربتها، وثم  التدخل البري لمواجهتها.

وحول أهمية الكتاب والإضافة التي يمكن أن يقدمها، رغم أن الأدبيات والمقالات والفعاليات التي تناولت داعش أو “الدولة الإسلامية” بمختلف ما يطلق عليها من مسميات انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، أن هذا الكتاب يستند إلى العديد من استطلاعات الرأي التي تناولت موضوع  “داعش” أو “تنظيم الدولة” أو “الدولة الإسلامية”، ويحاول أن يقدمها بصورة شاملة وكتلة واحدة، وهو – من ثم – يختلف عن الجهات التي تنفذ استطلاعات الرأي وتقوم بكتابة تقرير ما توصلت إليه؛ ولذا تضمن الكتاب  عددا كبيرا ومتنوعا من استطلاعات رأي مختلف الشعوب حول داعش بالرغم من تركيزه على الرأي العام غير الإسلامي انسجاماً مع مشروع الإسلام والمسلمون في عيون الشعوب.

وتظهر أهمية الكتاب أيضاً فيما ورد في مقدمة الناشر أنه يأتي بعد أن أخذت ممارسات تنظيم «الدولة الإسلامية» صدى واسعاٌ  في مختلف أنحاء العالم من تصوير حالات النحر والحرق وقطع الرؤوس وانتشارها بطريقة غير مسبوقة، وأصبح الدين الإسلامي – بلا شك – هو أكثر الأديان مثيراً للجدل، بربطه بالإرهاب، والتغطية الإعلامية والنقاشات الشعبية في أنحاء متفرقة من العالم.

أشار الكاتب لبعض الصعوبات والتحديات التي تحيط بعملية قياس الرأي في “تنظيم الدولة” حتى في الدول التي تشهد حرية في مجال البحث العلمي والمعلومات، وذلك؛ لحساسية التنظيم وخطورته، ولتوالي الأحداث والتطورات المرتبطة بالحرب عليه، وتعدد الجهات العسكرية ضده، فيصبح الرأي العام عرضة للتغير فضلا عن الخوف من اظهار التعاطف معه وتأييده.

تضمن الكتاب العديد من النتائج والخلاصات العامة التي ذكرها المؤلف في نهاية كل جزء، وثم اختصرها بشكل عام في خاتمة الكتاب ومنها:

تتابع أغلبية شعوب العالم التي تضمنها الكتاب التطورات والأخبار المرتبطة ب «الدولة الإسلامية» وممارساتها وتصرفات مقاتليها بشكل كبير، وبالنسبة للأمريكيين فبالرغم من متابعتهم لأخبار «الدولة الإسلامية» جيداً، ومعرفتهم عنها بشكل ممتاز، ولكنهم لا يرونها من القضايا المهمة التي تواجه البلاد مقارنة بالقضايا الداخلية.

  • أغلبية الرأي العام في لبنان وتونس والعراق يشعرون بأن «الدولة الإسلامية» تمثل تهديداً مباشراً لأمنهم الوطني، ونصف الرأي العام السعودي والأردني والفلسطيني تقريباً يشعرون بهذا التهديد، وثلث المصريين أيضاً.
  • يتخذ الرأي العام العالمي في الدول التي تناولها التقرير موقف التصعيد ضد «الدولة الإسلامية»، وقد كانت أبرز مظاهر هذا الموقف: النظرة السلبية إليها وتأييد أغلب شعوبهم للضربات الجوية وانقسامهم حول التدخل البري مع تأييد البعض. وقد عدد الكاتب أبرز مظاهر التصعيد والرؤية السلبية عنها لدى الرأي العام الأمريكي والتي منها: ارتفاع نسبة تأييد الضربات الجوية ضدها ما بين الثلثين إلى الثلاثة أرباع، وتأييد وثقة الأمريكيين بالحزب الجمهوري أكثر من الحزب الديمقراطي في إدارة المعركة ضدها.
  • كان اللبنانيون أكثر الشعوب العربية عداوة ضد «الدولة الإسلامية» وقد تمثل هذا بأنهم الأكثر تأييداً للضربات الجوية وللتدخل البري الغربي وإرسال قوات عربية ضدهم، والشعور الأكبر بتهديدها لأمنهم والنظرة السلبية تجاههم.
  • كان المصريون أخف الشعوب العربية مناهضة لداعش حسب استطلاع أكتوبر 2014 -قبل إعدام المصريين بليبيا في 15 فبراير 2015-، وتمثل هذا بأنهم أكثر الشعوب العربية معارضة للضربات الجوية، وأقلهم اعتقاداً بأن «الدولة الإسلامية» تمثل تهديداً لأمنهم الوطني.
  • أيدت أغلبية الأمريكيين إرسال مستشارين للمشاركة في الحملة العسكرية ضد «الدولة الإسلامية» والأقل منهم أيد التدريب العسكري وإرسال السلاح.
  • أبدت أغلبية الشعوب المشمولة في هذا الكتاب الغربية والعربية تأييداً للضربات الجوية ضد «الدولة الإسلامية» بينما عارضت الأغلبية من السوريون ضربات التحالف الدولي مقابل تأييد ربعهم فقط.
  • يلاحظ عند تتبع استطلاعات الرأي الخاصة بتأييد الضربات الجوية أن نسبة التأييد تزداد مع الزمن لدى الرأي العام الأمريكي والبريطاني، كما أظهرت النتائج تأثير حالات الإعدام وقطع الرؤوس على نسبة التأييد.
  • عارضت أغلبية الأمريكيين تسليح الثوار السوريين لمقاومة “الدولة الإسلامية” حتى حينما نص السؤال على أن قرار التسليح صادر من الكونجرس، ورأى ثلثا الأمريكيين أن المعارضة السورية أضعف من أن تقف بوجه قوات «الدولة الإسلامية”.
  • الأغلبية البسيطة من الرأي العام الأمريكي والكندي والعربي تعتقد بنجاح الحملة العسكرية لمواجهة “الدولة الإسلامية” وتحقيق أهدافها، ولكن الأقلية فقط هي التي تعتقد بأنه سيكون نجاحاً كاملاً بحيث يتم القضاء عليها تماماً وضمان عدم ظهور تنظيمات مشابهة.
  • تعتقد الأغلبية الساحقة من الأمريكيين أن الصراع ضد “الدولة الإسلامية” سيكون صراعاً طويلاً وصعباً.
  • تميل أغلبية الشعوب في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم الدول العربية إلى رفض إرسال قوات برية لمحاربة “الدولة الإسلامية”، ويظهر الانقسام بين التأييد والمعارضة في الرأي العام الأسترالي مع تأييد من الرأي العام الكندي.
  • ترتفع نسبة تأييد التدخل البري حين يتم إعلام المستجيب بأن هذا ضروري لهزيمة «الدولة الإسلامية» أو أن «الدولة الإسلامية» تعرضت أو هاجمت المصالح الأمريكية مثل السفارة الأمريكية في بغداد.
  • كانت أكثر الفئات المؤيدة للتدخل البري حسب التوجهات الحزبية في الولايات المتحدة الجمهورين ثم الديمقراطيين ثم المستقلين، وفي الرأي العام البريطاني كانت نسبة المحافظين ثم العمال ثم المستقلين.

في نهاية الكتاب لم يكن المؤلف متفائلا بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» سيلتفت الى ما جاء في كتابه، ولن يهتم بالرأي العام العربي ولا العالمي، وبالرغم من ذلك فقد ذكر المؤلف بأن ما تثيره سياسة الترهيب وتصوير عملية قطع الرؤوس من ردة فعل شعبية سلبية بمختلف أنحاء العالم لن يكون في مصلحة الدين الإسلامي، ولا مصلحة التنظيم على المدى البعيد.

وكما دعا المؤلف إلى ضرورة الاهتمام بآراء الشعوب المعنية بالصراع الدائر بين قوات التحالف و«الدولة الاسلامية»، والذين من أبرزهم العراقيين والسوريين لوقوعهما تحت وطأة التأثير المباشر للعمليات العسكرية، ولذا فإن توجهاتهم ستكون مختلفة حينما عارضت أغلبية السوريين لضربات التحالف الجوية في مقابل تأييد الشعوب الأخرى لهذه الضربات.

وختم المؤلف كتابه ببعض الرؤى المستقبلية حول الرأي العام و«الدولة الإسلامية» حيث توقع ازدياد الصورة الذهنية السيئة لدى شعوب العالم عن «الدولة الإسلامية» في حال استمرت ممارسات الترهيب، وسيؤثر هذا في تصعيد العمل العسكري ضدها. كما سيزداد التأييد لـ «الدولة الإسلامية» عند الفئات المتعاطفة معها أصلاً والمترددة في حال زادت قوتها وكثر أتباعها، وبالمقابل فمن المتوقع أن يزداد تأييد شعوب الدول التي تشارك في العمل العسكري ضد «الدولة الإسلامية» في حال تم تحقيق قوات التحالف انتصارات ملموسة للرأي العام، والعكس في حال الهزيمة.

ويذكر أنه سبق أن صدر للدكتور سامر أبو رمان عدة كتب منها ” الصراع العربي الاسرائيلي في استطلاعات الرأي الأمريكية”، ” الأبعاد السياسية للحوار بين الأديان”، “المؤسسات الخيريِّة المانحة في عيون الجهات الخيريِّة في المملكة العربيّة السعوديّة”.

ومما تجدر الإشارة اليه ما ذكره الكاتب حول الكتاب أنه جاء من غير تخطيط، وكُتب خلال فترة وجيزة جداً، ومكث عدة شهور بعد الانتهاء منه حتى تم النشر حيث أن اقتراح إفراد الحديث عن تنظيم الدولة أو داعش في استطلاعات الرأي ضمن كتاب مستقل، جاء في منتصف طريق مشروع بحثي يشرف عليه المؤلف في تتبع الرأي العام العالمي حول الإسلام والمسلمين استناداً إلى استطلاعات الرأي العالمية، حيث أخذت كلمة “الدولة الاسلامية” Islamic State في أسئلتها حيزاً واسعاً، وبمختلف الأشكال والاختصارات فجاء هذا الكتاب.

رابط تحميل الكتاب :

http://albayan.co.uk/Fileslib/adadimages/malfat%20pdf/daesh.pdf