شارك مركز عالم الآراء في فعاليات المؤتمر السنوي الواحد والسبعون لجمعية بحوث الرأي العام العالمية WAPOR، الذي عقد في مدينة مراكش، المغرب، حيث قدَم المشرف العام للمركز د. سامر أبو رمان محاضرة رئيسة للمؤتمر أمام أكثر من 150 مشاركا من عشرات الدول بعنوان “بيئة الرأي العام في الدول العربية ” Polling environment in the Arab Countries، تناول فيها واقع استطلاعات الرأي العام في الدول العربية من عدة نواحي وثم تقديم مقترحات لكيفية الوصول لبيئة فاعلة عربية في مجال قياس الرأي العام، وكما أقترح مؤشر عالمي من مقياس عشري للحكم على مدة قوة وفاعلية بيئة قياس الرأي العام.
وذكر أبو رمان العديد من مؤشرات قوة وفاعلية بيئة قياس الرأي العام والتي من أبرزها، حرية اختيار المواضيع لقياس الرأي حولها في مختلف جوانب الحياة في هذه الدول مثل طرح استطلاعات حول السياسة الخارجية والداخلية أو الدفاع، النزاعات المسلحة داخل البلد أو المنطقة، الرؤساء أو القيادة السياسية والانتخابات وكذلك الأمور الدينية أو العرقية والأمور الخاصة (الصحة / المشاكل النفسية) وأخرى حول القيم أو نمط الحياة.
كما اعتبر أن زيادة عدد شركات استطلاعات الرأي، والمراكز والمنظمات المختصة في هذا المجال وتنوعها والعمل على انتشارها على المستوى الوطني والإقليمي من أبرز مظاهر البيئات الفاعلة في استطلاعات الرأي حيث تتيح للجمهور مقارنة النتائج والتعرف لاحقاً على الأدق منها لا سيما في استطلاعات الرأي في الانتخابات.
وحث د. أبو رمان الجمهور ووسائل الإعلام وصانعي السياسات في الدول العربية على التفاعل والاستجابة لاستطلاعات الرأي والتعامل معها والثقة في نتائجها مع مراعاة معايير الجودة فيها.
وأوضح أن مما يؤدي لتطوير هذه الأداة واستخدامها لتكون أداة فاعلة وجود كتّاب محترفين في مجال استطلاعات الرأي لتحليل النتائج وكتابة المقالات الدورية، واستخدام نتائج استطلاعات الرأي العام في خدمة القضايا العامة والأحداث من وسائل الإعلام.
ومن مظاهر البيئة الفاعلة في قياس الرأي، الاستفادة من التطورات التكنولوجية والإحصائية الحديثة وعمل برامج متطورة في جوانب مختلفة تتعلق بأدوات التنفيذ، وعرض النتائج بطريقة احترافية على مواقع وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة لوجود بنوك معلومات في استطلاعات الرأي وقد تأسس مؤخرا بنك استطلاعات قاعدة معرفة في الأردن ليجمع ما يقرب من عشرين ألف سؤال وتقرير استطلاع رأي من 17 دولة عربية.
وأخيرا الإبداع في تأسيس بعض المؤشرات والمقاييس الجديدة للرأي العام العربي خصوصا بعد فترة الربيع العربي مثل مؤشر الوعي السياسي في هذه الدول.
وفي كل من مظاهر قوة وفاعلية بيئة قياس الرأي العام، قدم المحاضر تصوره لمدى تطبيقها على العالم العربي من وجهة نظره حيث أن العديد من هذه المعايير ما زالت دون المنتصف وتحتاج الى تظافر الجهود لتحسين البيئة العربية في مجال قياس الرأي.
وكما قدم د. أبو رمان أيضا ضمن جلسات المؤتمر محاضرة بعنوان ” القدس في استطلاعات الرأي الأمريكية ما قبل ترامب ما بعده”
Jerusalem in the American Public Opinion Polls …before Trump and After
استعرض فيها بعض نتائج استطلاعات الرأي الأمريكية حول القدس وكيف تم تناولها وموضوعاتها مثل: ” الطرف الذي يسيطر على المدينة”، بناء المستعمرات الإسرائيلية فيها، الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها” وأوضح المحاضر أنه برغم قلة استطلاعات الرأي حول القدس إلا أن النتائج انقسام الأمريكيين الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل وأغلبية ترفض نقل السفارة اليها.
وأوضح المحاضر أنه برغم نقل السفارة الأمريكية للقدس، فلن يكون للرئيس ترامب تأثير على رأي أغلبية الأمريكيين وهو ما يعرف ” تأثير الرئيس” حتى لو اصبح نقل السفارة واقعاً.
ويعد هذا المؤتمر من أكبر المؤتمرات المتخصصة التي تجمع باحثي ومستطلعي الرأي من الأكاديميين والممارسين على مستوى العالم، ويعقد لأول مرة في دولة عربية، وبحضور ما يزيد عن 200 مشاركا من عشرات الجنسيات، وبمشاركة الأردن من خلال مركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي.
